علّمتني الحياة — وعلّمني سموّه أيضًا
by Firas Al Msaddi
Monday, 22 September, 2025

عندما نشرت كتابي الأول فن الاستثمار العقاري: من الدخول إلى الخروج في عام 2020، واجهت سؤالًا يطرحه كل مؤلف: لمن أهدي هذا العمل؟


كان واضحًا بالنسبة لي أن الشخص المُلهم الذي شكّل تفكيري أكثر من أي أحد آخر هو شخص لم تتثنى لي الفرص و الشرف لمقابلته في حياتي قط


صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم

على مدى 20 عامًا من حياتي في دبي، كان هو مصدر إلهامي الأكبر. وهذا ليس مجرد كلام عاطفي، بل حقيقة. لقد تعلّمت دروسًا حقيقية، وطبّقت استراتيجيات واقعية، وبنيت أعمالي من خلال متابعة كيف يقود، وكيف يدير، وكيف يواجه التحديات، وكيف يروّج ويبني على مستوى مدينة ودولة.


في كل مرة تحقق دبي إنجازًا، لم يتوقف عنده. كل نجاح كان بداية لمعيار أعلى. لم يعرف الاستقرار عند نقطة معينة، بل يواصل رفع السقف. وأنا تعلمت أن أفعل الشيء نفسه.



منه تعلمت أن تجربة العميل خط أحمر لا يمكن التنازل عنه. وأن التميز ليس خيارًا. وأن الرؤية بلا تنفيذ لا تساوي شيئًا. وأن كلمة “مستحيل” مجرد كلمة. وتعلمت أيضًا أن في كل تحدٍ تكمن فرصة — لكن الأمر متروك لنا أن نواصل العمل بجد، ونبقى إيجابيين ومتفائلين، لنغتنم هذه الفرص ونخرج أقوى بعد تجاوز الأزمات.


عندما كتبت كتابي، أهديته إليه. لأن الحقيقة ببساطة: لم أكن لأبني ما بنيت، أو أفكر بالطريقة التي أفكر بها، لولا أنني عشت في دبي تحت قيادته.



وعندما كنت أستعد لافتتاح صنّاع التغيير 1.0 في كوكاكولا أرينا أمام 3,000 شخص — أول وأكبر حدث تدريبي عقاري في تاريخ هذه المدينة العظيمة — فكرت بعمق في كيفية البداية. شعرت بصدق أن النجاح، والفرصة، وشرف إنشاء وقيادة هذا الحدث، لم تكن لتأتي إليّ أو إلى القطاع العقاري في دبي لولا الرؤية الشمولية لسموه.


تلك المشاعر الجارفة من الإلهام والامتنان هي التي وجّهت قراري. لذلك بدأت كلمتي بدعوة الجميع للوقوف احترامًا للقائد الملهم الذي جعل من الممكن لنا جميعًا أن نحلم، ونبني، ونزدهر في هذه المدينة.


واليوم، وأنا أرى كتابه الأخير علّمتني الحياة يُهدى إلى أبنائه، وإلى عائلته، وفي النهاية إلينا جميعًا كإرث خالد — أشعر بالامتنان. لأن الحياة علّمتني أنا أيضًا، لكنه علّمني معها.


وأريد أن أختتم برسالة امتنان. لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، على رؤيته وإلهامه. ولسمو الشيخ حمدان بن محمد وسمو الشيخ مكتوم بن محمد، اللذين يواصلان دفع دبي إلى الأمام بنفس الروح والطموح. ولكل فرد في حكومة دبي الذي يعمل بلا كلل لبناء المنصة التي نقف عليها اليوم.


هذا هو المعيار الدبي.

هذا هو إرثه.

وهذا ما سأحمله معي دائمًا.


— فراس المسدي

Share on:
Leave a comment