الصورة: من مكتب دبي الإعلامي

معظم المقالات عن دبي تكرر نفس السرديات: أبراج قياسية، مزايا ضريبية، بنية تحتية متقدمة، وسرعة نمو مذهلة. كلها صحيحة. لكن لا شيء منها يفسر المعادلة الحقيقية التي تميز دبي عن أي مدينة أخرى في العالم.

قوة دبي تأتي من شيء بسيط لكنه نادر: الاحترام.

احترام الناس. احترام الوقت. احترام الخبرة.

دبي هي البلد الوحيد في العالم الذي يُعامل فيه الجميع — المواطنون والمقيمون والسياح وحتى من يمر مروراً عابراً — كعملاء من فئة كبار الشخصيات.

في معظم الدول، تقوم بتعبئة الوقود بنفسك. في دبي، يمكن لشخص أن يأتي مباشرة إلى منزلك ويملأه لك.

في معظم المطارات، تقف في طوابير لا تنتهي. في دبي، الوصول يشبه خدمة فاخرة، مدعومة بالتكنولوجيا والضيافة التي تجعلك ضيفاً مُكرماً.

في معظم المدن، الحياة اليومية مليئة بالعوائق. في دبي، يتم تصميمها لتكون سهلة — سهولة في المعيشة، سهولة في الاستثمار، وسهولة حتى في مجرد المرور.

الفلسفة

هذه الفلسفة تنبع مباشرة من رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: "الحوكمة ليست بيروقراطية؛ الحوكمة هي خدمة." الناس ليسوا مجرد أرقام. إنهم عملاء دبي.

وعندما تخدم الناس بهذا المستوى، يحدث شيء استثنائي: الثقة تصبح عملتك. يعود السياح. يستقر المقيمون. يلتزم المستثمرون. ويبدأ العالم برؤية اسمك كرمز للتميز.

دبي

لهذا السبب، لم تعد "دبي" مجرد مدينة. لقد أصبحت علامة تجارية.

علامة تجارية تتماشى معها بيوت الأزياء العالمية.

علامة تجارية أصبحت رمزاً للإمكانات والطموح والاحترام.

أدركت ذلك بطريقة غير متوقعة. عندما كنت في آيسلندا — واحدة من أبعد الأماكن على وجه الأرض عن دبي — فتحت قائمة مقهى ووجدت: كريب شوكولاتة دبي. آيس كريم دبي. بيتزا دبي.

في البداية، ظننت أن الأمر يقتصر على ذلك المقهى فقط. لكنني رأيت الشيء نفسه في النرويج. ومرة أخرى في مطعم آخر.

عندها أدركت الحقيقة: دبي لم تبنِ مدينة فقط. لقد بنت علامة تجارية.

علامة تجارية قوية لدرجة أن الجميع في العالم يريد الارتباط بها.

وتلك العلامة بُنيت على الاحترام. دبي جعلت الاحترام علامة تجارية — والعالم اشتراها.

— فراس المسدي